خلال فترة تدريبي بكندا في طب الأمراض الوراثية راودتني أفكار ومخاوف حول عملي في المملكة عند عودتي. فهذا التخصص له خصوصيات وسمات تختلف عن غيره ... كما أنه من التخصصات الحديثة نسبيا حتى في الغرب. أيضا التطبيق الصحيح يحتاج إلى تحاليل مكلفة وكثيرا ما تكون نادرة .. والاسترشاد الوراثي بطبيعته يحتاج إلى وقت طويل لكل أسرة. عندما أنهيت التدريب وأجتزت الامتحانات اختلط الشوق لوطني بالخوف من المسؤولية التي الفيتها على عاتقي. لكن مع بداية العمل تبدل الخوف والحمدلله إلى حماس لنقل ما تعلمته. وقوبلت جهودي بتعاون كبير من المستشفى الجامعي بإدارة الدكتور عدنان المزروع –آنذاك– واحتضان لأفكاري، فأسست أول عيادة للأمراض الوراثية في يناير 2005 م.وتجاوب الزملاء بتحويل المرضى من مختلف أقسام المستشفى إلى العيادة. وماهي إلا أشهر حتى كانت الخطوة الثانية إنشاء وحدة الأمراض الوراثية، التي استهدفت متابعة المصابين وذويهم، وتوفير الأسترشاد الوراثي، والتواصل مع مراكز التأهيل. وسرعان ما بدأ تحويل المرضى من المستشفيات الأخرى في جدة والمراكز التأهيلية، حيث أصبحت مرجعا للمنطقة الغربية فتوافدت الأستشارات من مختلف القرى والمدن المجاورة حتى منطقة عسير.
واتضح جليا اهتمام الأفراد بهذا التخصص لمعرفة المزيد عن حالات أبنائهم وكيفية التعامل معها والوقاية من الإصابات المستقبلية.
ولحاجة مجتمعنا الى الوقاية بتعريف مشكلاته المتعلقة بالأمراض الوراثية، تقدمنا بمقترح بحثي دعمته عمادة البحث العلمي بالجامعة، وذلك لعمل مسح لنوعية المشاكل الصحية الوراثية في المنطقة، ومن ثم وضع التوصيات للحد من انتشارها وعلى هذه الدعامة قمنا بعمل مقترح لإنشاء مركز التميز البحثي في الأمراض الوراثية.
بعد التحكيم العلمي ومساندة معالي مدير الجامعة ومعالي وزير التعليم العالي، تبنت سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم الفكرة بتبرعها السخي لإنشاء المركز، وقمنا بوضع الخطط البحثية الإستراتيجية واستقطاب الكفاءات السعودية وتوفير أحدث التقنيات الحديثة، كذلك عقد الاتفاقيات الدولية مع المراكز العالمية المتخصصة لننهض بالأبحاث في هذا المجال.
إن ((مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة)) كما تقول الحكمة، وها نحن – بحمد الله – سرنا عدة خطوات على المسار الصحيح، وندعوه سبحانه أن يوفقنا وإياكم لإكمال مسيرة العلم والعطاء لهذا الوطن العزيز.
ولحاجة مجتمعنا إلى الوقاية بتعريف مشكلاته المتعلقة بالأمراض الوراثية، تقدمنا بمقترح بحثي دعمته عمادة البحث العلمي بالجامعة، وذلك لعمل مسح لنوعية المشاكل الصحية الوراثية في المنطقة، ومن ثم وضع التوصيات للحد من انتشارها. وعلى هذه الدعامة قمنا بعمل مقترح لإنشاء مركز التميز البحثي في الأمراض الوراثية.